رعد القسام
...][المشرف المميز][...
عدد الرسائل : 562 نقاط : 6170 تاريخ التسجيل : 16/01/2008
| موضوع: موضوع حير العاما في العالم فطالعو عالية الجمعة فبراير 08, 2008 10:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيمالطريق إلى مقبرة الأفيال في ظاهرة غريبة لم تفسر إلى الآن في الوقت ذاته كل سنة تلقي مجموعة من الحيتان بنفسها خارج المياه لتنتحر... بعض الجمعيات التي تحافظ على البيئة تنجح في إعادة البعض إلى المياه ولكن ينفق العديد منها لسبب مجهول... هل لكبر سنها أو لعجزها عن تكملة الحياة الله أعلم. وعندما تشعر الأفيال بقرب موتها أو لعجزها تذهب إلى أماكن المياه إلى أن تموت هناك وتتراكم عظامها لذلك يسمى المكان بمقبرة الأفيال مجازا . منذ فترة قريبة نشرت الصحافة خبر انتحار وزير الزراعة الياباني الذي كان متورطا في فضيحة تتعلق بهبات سياسية وعقود مزورة وقبول تبرعات مالية وعمولات وتواطؤ في مناقصات حكومية ... وذلك بساعات قليلة قبل مثوله أمام جلسة المساءلة القانونية من البرلمان ....الوزير شنق نفسه باستخدام حبل تم ربطه بباب غرفة الجلوس....( تماما مثل انتحار أي حوت عنده كرامة). المجتمع الياباني معروف بالنزاهة وشدة كرهه للفساد ...لذلك ما أن تكتشف أي عملية فساد لأي مسؤول حتى تتم محاكمته على الفور .. ولكن الشيء الملحوظ والجميل في هؤلاء المسؤولين أنهم يقدمونه على الانتحار قبل أو بعد محاكمتهم لكي لا يعيشوا حياة مليئة بالخزي والعار. تورط ذلك الوزير أيضا في اختلاس بعض المبالغ لحساب مكتبه المؤجر بالمجان تعادل 240 ألف دولار.. وتكالبت عليه جميع الجهات في اليابان من أجل ذلك المبلغ الذي لا يقارن بالملايين التي ضاعت في عمليات تشغيل الأموال والأسهم التي سرقت من الناس أمام أعينهم... والمصيبة أن الحرامي والنصاب يعيشان بيننا بكل جرأة دون أن يشعرا بأي وخزة تأنيب للضمير أو خزي... وإذا لم يكن مجتمعنا يحرم الانتحار لكان عدد من نطالبهم بالذهاب إلى مقبرة الأفيال يتجاوز المئات. وفي المجتمع الياباني لا ينتحر فقط المخطئ أو المسيء لمنصبه... بل يقدم على الاستقالة كل مسؤول أو وزير وبكل شجاعة حين يتورط في أمور الفساد... لذلك اليابان دولة متقدمة في كل شيء... ويكفي الصناعات التي يصدرونها لنستفيد نحن منها أثناء مزاولة مسؤولينا لمهامهم التي تعاني من عدم الإخلاص والنقص في الدقة... والنتيجة كانت تفشي الفساد والواسطات في جميع القطاعات.... لذلك وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجنة لمكافحة الفساد في المملكة... ونحن ننتظر على أحر من الجمر نتائج تقرير تلك اللجنة. ... لنستبدل الانتحار بالتنحي عن السلطة المكلبش بها بعض المسؤولين في الجهات والقطاعات الحكومية وهم في الأصل مقصرون بشكل يوجع قلب كل مواطن... وأي مسؤول يخفق أكثر من مرة في تحقيق الهدف من تنصيبه مسؤولاً، من الأفضل له أن يستقيل ويترك الكرسي لمن هو أولى وبحجم المسؤولية التي من المفروض أن ترفع عن المواطن والمستهلك أعباء الحياة اليومية... لا أن تعمل على زيادتها أو تعقيدها. في وزارة التجارة - الشكاوى بالآلاف والمواطن يعاني من الغش في المواد الاستهلاكية وغلائها... ولم نسمع عن لجنة رقابية تجوب الأسواق (غير الهيئة) لتمسك بالمخالفين في رفع الأسعار...تدخل اليوم لسوبر ماركت بعد أن تجذبك لوحة إعلانية على الواجهة الخارجية بأن مسحوق حليب الأطفال مخفض وأصبح بـ15 ريالاً... لكي تفاجأ حين تأخذ أربع أو خمس علب عند المحاسبة بأن سعره 20 ريالاً وليس 15.... ونادرا ما نرى المستهلكين ينظرون أو يتابعون الحساب لاعتقاد الكثيرين منا أن الذي أمام الكاشير يخاف الله ولن يسرقه. ...وتنشر الصحف ويرد متحدث باسم الوزارة ينفي... يعني أن كل هؤلاء المواطنين الذين كانوا ضحايا للغش في أكثر من مكان كانوا يكذبون... والمتحدث هو الصادق.... وتستمر عملية الغش والغلاء الفاحش الذي أفقر نصف السكان وقضى على العديد من الأمان لدى الأسر في المملكة. هل تنحى أي مسؤول في وزارة التجارة أو حتى تمت تنحية أحد أو نقله إلى وظيفة أخرى لأنه لم يحل المشاكل المتفاقمة في البلد... لا طبعا. بل من الاحتمال أن يتم تمديد مدة الخدمة للمسؤول ليجلس يقهر المواطنين بالتفنن بنفي الشكاوى والدعاوى بدلا من حلها... أهم شيء أن يسعد هو فقط بالمنصب ومميزاته التي لن تجعله يعبأ بثمن علبة حليب للأطفال. وعندما تدخل إلى أحد مكاتب وزارة الصحة لتقديم شكوى... يقولون لك (عوضك على الله) الشكاوى والدعاوى بالآلاف... ولكن هل كثرتها أوقفت عمليات الأخطاء الطبية أم تزايدت...؟ كم من سيدة دخلت المستشفى للولادة وخرجت إلى العناية المركزة بعد دخولها في غيبوبة... أو إلى منزلها بطفل ودون رحم.... أو إلى المقبرة... جميع الشكاوى تظهر إعلاميا وتنفي من قبل المتحدث باسم الوزارة... بأنه تم منع المتسببين من السفر أو إيقافهم عن العمل والناس تموت والجماعة مازالوا يلبسون البشوت ليجوبوا بها المستشفيات لكي تلتقط لهم الصور دون الشعور بأي أسف على شدة التقصير والاستخفاف بحياة الناس (أهم شيء تطلع الصورة حلوة)... وفي النهاية تختم القضية بقضاء وقدر. كم من مسؤول من المفترض أن يتنحى بكل شجاعة و يقدم استقالته اليوم لأنه فشل في تجنيب إدارته الانتهاكات والسلبيات التي أفقدت الناس الثقة في صاحب المنصب الذي يجلس على كرسي كثير المميزات التي تعطى له أو لأسرته وسببت فقر العديد من الناس و أخذت البعض الآخر إلى خط الفقر بكل سهولة وانسيابية... ولأن هناك من سبقونا وأصبحوا تحت الصفر فمن باب أولى أن نلحق أنفسنا وننظر لوضع المسؤولين الذين يصرون على الجلوس في مقاعدهم حتى بعد أن تنتشر رائحة الفساد من مكاتبهم أمام الناس والصحافة... يظل المسؤول يدعي بأنه لا يسمع لا يرى لا يتكلم... لأنه ليس المعني بالقصيد. وإذا سئلت في النهاية ما علاقة هذا الموضوع بمقبرة الأفيال وانتحار الحيتان؟... تلك المخلوقات تملك شجاعة غريبة والله كرم الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل... ومع ذلك الإنسان مصر على أنه لا يعرف الطريق إلى مقبرة الأفيال إلى الآن... والشاطر يفهم. | |
|