أبا شهاب (محمد الغلبان).. في ذكراك.. لن ننساك.. الذكرى الاولى لإغتياله
اليوم 23/02/2008 الذكرى الأولى لإغتياله على أيدي كلاب الوقائي
الشهيد القسامي المجاهد: محمد علي محمد الغلبان "أبو شهاب"
على الثغور ثاني أيام الزفاف
لأجل الله تبذل الأرواح , ويقدم النفيس وهل هناك جود يضاهي النفس والمال والولد , ولأن الغاية هي الله والثمن هو الجنة ؛ رخصت الروح واندثرت كل المغريات في سبيل الوصول , لكن الوصول لابد له من وسيلة فكانت كتائب القسام حاضنة الواصلين ومداد المجاهدين ونور المؤمنين نحو الجنة وهكذا قدمت الكتائب رجلاً من رجالاتها الأشداء , وداعية بطلا شهدت له نوازل الحق وميدان الجهاد, فكان أبو شهاب.
الميلاد والنشأة
كان التاسع من يوليو عام تسع وسبعين وتسعمائة وألف يوم ميلاده وبداية أنفاسه نحو حياة ملؤها الجهاد والعطاء وكانت هذه العائلة بمثابة الوليدة للمجاهدين الأبطال حيث قدمت أكثر من خمسة شهداء كلهم في سبيل المشروع الإسلامي والوطني , ففي بلدة "معن" شرق المدينة كانت البداية وفي زقاقها كانت الرواية , لتنفث هذه الزقاق وهذه الأرض عشق يافا التي تمنى محمد العودة إليها فكان محمد ومنذ الصغر الطفل الهادئ المجبول بالأدب وحسن الخلق , والمعهود عليه بالطاعة لوالديه ومن هم أكبر منه سنا, حتى سماه كبار الحي " نواره" لما تميز به محمد من أدب والتزام وحسن خلق.
حياته الدعوية والجهادية
انطلق الشهيد المجاهد إلى حضن مسجد "معن ابن زائدة" وهكذا بدأت أولى معالم التزامه كشاب وبدأ الغرس , وبدأت معه الحياة الدعوية التي سعى لها "أبو شهاب" , فكان بمثابة الداعية المخلص، والشاب الوقور المتزن , بل والقنديل الذي أمد الشباب بالنور في منطقة "معن" , فأبو شهاب كان بمثابة المصلح الذي يجمع القلوب, والنور الذي يهدي العيون, بل والأب الذي يحنوا إليه الشباب , ليشق بهذه البدايات الطريق نحو حياة جهادية مليئة بالألم والأمل .
في صفوف القسام
ومع بداية العام ألفين واثنين انضم شهيدنا المجاهد إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام التي تمثل الرائدة في العمل الجهادي المقاوم, وكانت لدى الشهيد محمد رغبة شديدة في المشاركة بكل الأعمال الجهادية ، فقد تمتع أبو شهاب بقدرة عسكرية فائقة وبهمة عالية ، فقد كان أبو شهاب يدرب إخوانه على الفنون القتالية المتميزة كما حصل الشهيد محمد على العديد من الدورات في "الكاراتيه" والسباحة وغيرها, ويذكر إخوانه المجاهدين أنه لم يتخلف يوما عن أي عمل صغر أم كبر وارتقى في عمله الجهادي المتواصل وبالإخلاص والصدق أصبح أمير مجموعة قسامية ثم أميرا للفصيل.
حرصه على العمل
والعجيب العجيب أنه ثاني أيام زفافه يخرج أبو شهاب يرتدي جعبته ويحمل بندقيته ويرابط في سبيل الله مع إخوانه المجاهدين, وواصل أبو شهاب عمله دون انقطاع أو ملل لأنه يؤمن بأن الطريق إلى الجنة محفوف بالمتاعب والمكاره ولذلك لم يتراجع أبو شهاب عندما اعتقل في سجون السلطة خمس وستون يوما بل خرج بعزيمة أقوى وعناد أكبر ليواصل الطريق فيرصد الحدود الشرقية ويحدد الأهداف ويقصف مع إخوانه في القسام بالصواريخ والهاونات مواقع العدو المجرم ناهيك عن مواصلة الرباط ليلا بالعمل نهارا , ونذكر هنا يوم أن خرج أبو شهاب مع ثلة من المجاهدين لقصف المحررة المعروفة بـ"ميراج"حيث أراد بعض الإخوة المجاهدين قص السلك المحيط بالأرض الزراعية القريبة من المغتصبة ليسهل دخولهم لها , لكن أبو شهاب رفض ذلك وقال " لن نخرب على الناس أسلاكهم " وفك السلك بطريقة سليمة بعيدا عن الأذى .
يوم الشهادة
كانت عائلة الغلبان قبل اقل من عام قد ودعت ثلة من مجاهديها الأبطال على أيدي الغادرين المرتزقة وهم الشهيد المجاهد "ياسر" و"عطية" الغلبان وريم معمر , وفي حادث مشابه وأثناء عودته من زيارة رحمه وأنسابه ؛يجد أبو شهاب نفسه بين حوافر الوحوش التي تجمعت لاغتياله بالقرب من شارع المصري ومقابل عائلة كوارع أوقف القتلة الشهيد حيث صحبته زوجته وأولاده فأنزلوه من السيارة التي كان يستقلها, في هذه الأثناء قامت زوجته باحتضانه وهي تصرخ فأبعدوها وأوقعوها على الأرض ومن ثم انهالوا بطلقات الحقد الغادرة أمام نظر زوجته وأبنائه ليكون الثالث والعشرون من فبراير ألفين وسبعة يوم تجديد لأحزان عائلة مكلومة ذاقت مرارة الفراق للأحبة , فمستهم البأساء والضراء وزلزلوا , ولكنه الإيمان والثبات والصبر والعزيمة التي هي زاد الموحدين ونور المؤمنين ومتاع المجاهدين .
وهكذا ودعت المدينة فارسا من فرسان الجهاد والمقاومة وأحد أبرز القادة الميدانيين للقسام فداءاً لعروس الأرض فلسطين وتلبية لنداء الحق وإعلاء لراية التوحيد.