أسألكم برب محمد: أن تستمروا بها
(1)
سيقولون لك: ولماذا " الدنمارك "؟..
وكأنهم لم يروا ما فعلته هذه الـ " دنمارك ".. وهم يعلمون،
ولكنهم يريدون أن يوحوا لك أنها لو كانت دولة أكبر وأقوى
لما فعلنا شيئاً تجاهها. ليكسروا شيئاً في نفسك، ويجعلوك
تشعر بالضعف.. لعلّ هذه المقاطعة تضعف!
(2)
سيقولون لك: ولماذا بعد شهرين؟
قل لهم: أيهما أفضل.. أن نأتي متأخرين، أو لا نأتي أبدا ً؟!
(3)
سيقولون لك: إنها حرب "فكرية".. فلماذا لا نحارب الفكر بالفكر...
لماذا حولتموها إلى حرب اقتصادية؟!
قل لهم - وبلغتهم -:
إنك، في هذه الحملة، تنتمي إلى مجتمع حر ومدني،
يقرّر ما يريد بحريّة.. مجتمع يقول الـ "لا" دون صراخ...
مجتمع متمدن وحر، يرفض ويحتج دون أن يستخدم
الأحزمة الناسفة.. مجتمع حي وواعٍ - رغم بساطته -
استطاع أن يحرك الرأي العام العالمي، ويشكّله، ويؤثر عليه.
مجتمع يدافع عن "هويته " و" معتقداته " بكل الطرق
السلمية المتاحة.
(4)
سيقولون لك: وما الفائدة؟!
قل لهم: أنا لا أريد أن أعاقب " الدنمارك " فقط.. بل الأهم
عندي أن أجعلها عبرة لمن سيأتي بعدها.. لهذا لن أتوقف!
وقل لهم: ألا تتابعون نشرات الأخبار؟..
فعلتها صحيفة فرنسية هذا الأسبوع..
وتم طرد رئيس تحريرها خلال أربع وعشرين ساعة،
مع اعتذار حقيقي وعقلاني يقول:
(إن الحرية: مسؤولية.. وإنهم يحترمون معتقدات الآخرين)...
أليست هذه فائدة؟!
(5)
سيقولون لك: إنها حرب يمارسها " تيار " وحيد ومعروف!
قل لهم: ما أكثر غباءكم وسذاجتكم.. هل
" محمد بن عبدالله "
عليه الصلاة والسلام يعني تيارا ً واحدا ً فقط؟.. ألستم مسلمين؟..
هل ستجعلون " محمد " صلى الله عليه وسلم،
جولة صغيرة في حروبكم الصغيرة، بين " تياراتكم " المتناحرة؟!
(6)
سيقولون لك: إنها عبث يمارسه "الصحويون" في " المنتديات"
قل لهم:
وهذه قٌبلة على جبين أعضائها، الذين دافعوا عن أبي القاسم.
(7)
أيها الناس:
أسألكم برب محمد ألا تتوقفوا!
توقفكم الآن لا يعني فقط أنكم توقفتم عن نصرة نبيكم...
بل يعني أنكم خذلتموه!
سيقولون عنكم:
هؤلاء المسلمون والعرب عاطفيون.. يغضبون بسرعة..
وينسون بسرعة أكبر..
اجعلوا هذا العام (1429هـ) عام نصرة نبيكم.
عام اعتزازكم بهويتكم.
عام الحفاظ على ما تبقى من الكرامة!
****
المصدر الكاتب / محمد الرطيان جريدة / الوطن
لله درك ، بارك الله بالقلم وحامله ، أدب رفيع ،
وفكر نير ، وغيرة حاضرة ، وتوجه بين ،
حفظك الله من كل مكروه ورزقك جواره وصحبة نبيه